يشهد لبنان اليوم أزمة جديدة تضاف إلى الأزمات المتتالية التي بدأت مع بوادر الإنهيار المالي والإقتصادي الذي ضرب البلاد وقلبها رأسا على عقب وما يزال مع التدني التاريخي لسعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي حيث وصل سعر الصرف لأول مرة في تاريخ لبنان إلى حدود المئة وأربعين ألف ليرة لبنانية مقابل الدولار الواحد.
ولأن اللبناني ينسجم مع المتغيرات بسرعة هائلة، فقد مرّ هذا التطور الحاد كما غيره من التطورات السياسية والمالية والاقتصادية بهدوء وسلام لدرجة تسطيع القول أن اللبناني غير معني بما يحصل وكأن شيئا لم يتغير بعد، في حين أن كل التقديرات من البنك الدولي والمؤسسات الإقتصادية العالمية تشير إلى اقتراب الإنهيار الشامل.
في هذا الوقت يتعاطى المسؤولون اللبنانيون بمزيد من الإهمال والتقصير واللامبالاة بل تثبت التجارب يوما بعد يوم أنهم مسؤولون عن هذا الإنهيار ومشاركون فيه، وأن السلطة اللبنانية تحللت من أي مسؤولية تجاه ما يحصل، وبقي الشعب اللبناني ضحية الاحتكار والإبتزاز المالي والاقتصادي.
هذا الشعب هو أيضا ضحية نفسه ويستسلم دون أي عناء لمصيره المجهول وهو ما يزال تحت سطوة الطائفية والحزبية بعيدا عن مسؤولية الإنتماء للوطن والهوية.
أسوأ المشاهد اللبنانية ما يحصل اليوم على خلفية قرار مجلس الوزراء تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي للشهر القادم الامر الذي أدى إلى انقسام طائفي حادّ بين المسلمين والمسيحيين أعاد عقارب الساعة اللبنانية إلى ذكريات الحرب الأهلية وشهدت منصات التواصل الإجتماعي سجالات حادة أدت في نهاية المطاف إلى انقسام لبناني واقعي فكنا كلبنانيبن أمام توقيتين اثنين في سابقة خطيرة سببها القرارات الارتجالية والعبثية التي تدار بها الدولة اللبنانية وليس أولها ولا آخرها قرار تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي.
في ظل الازمات الخطيرة والمتلاحقة في لبنان وفي ظل فراغ سياسي ورئاسي مقيت، ومع انعدام الحد الأدني من الخدمات الطبية والمعيشية تأتي قضية التوقيت الصيفي لتضيف إلى المشهد اللبناني صورة قاتمة جديدة لا أحد يعلم كيف ستنتهي
تعليقات
إرسال تعليق