انكفاء : شعر صالح الهنيدي | السعودية



يـا مـنْ بأقصى خوافي روحي اتّكأتْ
وأسـرفتْ فـي معاني البُعد واجترأتْ

وكــلّــمـا رمــتُــهـا تــنـهـي شـقـاوتـهـا
كــانـت مـعـذّبـتي لـلـتـوِّ قـــد بــدأتْ

أضـمّـد الـجرحَ فـي لـيلي عـلى مـهلٍ
فـألـتـقيها مـــع الإشــراقِ قــد نـكَـأتْ

أنــيــخُ راحــلــةَ الأشـــواقِ مـبـتـهجًا
فــي دربـهـا فــإذا جــدّ الـوصالُ نـأتْ

مـنـذُ ابـتـسامتِها الأولـى عـلى شـغفٍ
ونـارُهـا فـي حـنايا الـقلب مـا هـدأتْ

تـنـيرُ إظــلامَ روحــي حـيـن أذكـرهـا
وإن أردتُ ارتــواء الـخـافقِ انـطـفأتْ

نـشأتُ فـي حـبِّها مُـذْ أشـعلتْ كـبدي
مـن طَرفها وعلى جرحِ الجَوى نشأتْ

تـــرى بـــأنّ الأمــانـي بـعـضُ ثـورتـها
عـلى الـفؤاد ويبقى القلبُ حيث رأتْ

مــا زلــتُ أرســمُ أشـواقـي بـريـشتِها
وروحُـها فـي عَـمى الألـوانِ ما فتئَتْ

مـهـمـا أمــيـلُ إلــى إحـسـاسِها نـهـمًا
أرى مـشـاعـرَها عــن قـلـبي انـكـفأتْ

كـتـبتُ أحـرفـها بـالـحبِّ فــي كـبـدي
لـكـنـها أحـجـمـتْ عـنـها ومــا قــرأتْ

صحراءُ عمرىَ عطشى حيثما اتَّسعتْ
وقـلـبُـها غـيـمـةٌ مــن ودّهــا امـتـلأتْ

يـا عـذبةَ الـشوقِ نـيرانُ الـهوى شعلٌ
تـسرّبتْ فـي أقاصي القلبِ واختبأتْ

ذوقـــي مـــرارةَ أحــزانـي فـأوردتـي
مـلأى من البؤسِ والأشجانُ ما برئتْ

أخـشى بـأن تـلِجي قـاموسَ أمـنيتي
فـتـبصري لـغةَ الأشـواقِ قـد صـدئتْ

تعليقات